بالنظر إلى كونها واجهة صناعة الكازينوهات لأكثر من قرنين، ارتبطت لعبة الروليت التقليدية بعدد من الأساطير منذ ذلك الوقت. ينبغي علينا تخصيص بعض الوقت لمناقشة أكثر الأساطير شعبية.
الأسطورة: الروليت هي لعبة قائمة على العشوائية
لطالما اعتبرت الروليت لعبة عشوائية من قبل اللاعبين الهواة، لكن الأمر ليس كذلك. تشير آراء الخبراء إلى الروليت هي في الحقيقة لعبة شبه عشوائية. يبين لنا التاريخ أن اللاعبين استطاعوا في حالات لا تحصى كسب ميزة تفوقوا بها على الكازينو. في الماضي، كان معظم الفائزين في لعبة الروليت يستغلون تحيّزات الأرقام، وكانت عجلة الروليت تميل لوجود تلك التحيزات آنذاك، مثلما ناقشنا سابقاً في هذا الدليل. مما لا شك فيه أن الاستخدام المتواصل على مدى سنوات سيؤدي إلى حدوث تحيّز معين، وينبغي عدم الاندهاش من النتيجة غير المعتادة التي سببها هذا التحيز. في نهاية المطاف، اكتشفت الكازينوهات هذا التحيز واتخذت تدابير من أجل حماية الميزة التي تتفوق بها على اللاعبين، ومن هذه التدابير تغيير موزعي الأورقات بصورة منتظمة وفحص عجلات الروليت وتحريكها بصورة متكررة، واستخدام كرات روليت مختلفة، وأخيراً وليس آخراً، قد تقوم بعض الكازينوهات بتقييد قدرة بعض الفائزين على اللعب في طاولات الروليت أو منعهم بالكامل.
الأشخاص الآخرون الذين دعموا الفكرة القائلة بأن الروليت لعبة عشوائية هم ربما الأشخاص الذين يحاولون اختراع نهج رياضي لممارسة هذه اللعبة. ولعدم وجود نظام مراهنات مثالي (لأن جميع الأنظمة تميل إلى الإخفاق على المدى الطويل)، فقد يؤدي ذلك إلى أن تبدو لعبة الروليت لعبة عشوائية. مرة أخرى، نشدد على أن الأمر ليس كذلك!
الأسطورة: عجلات الروليت لها نفس الأداء المتطابق
يميل الكثير من اللاعبين إلى الاعتقاد بأن عجلات الروليت لها نفس الأداء المتطابق، لكن ذلك أبعد ما يكون عن الحقيقة. فحتى في حال تصنيع شخص واحد نفس النموذج في نفس اليوم، هناك احتمال كبير جداً بأن يكون أداء العجلات متبايناً. قد يخفى هذا الأمر على اللاعبين الهواة، إلا أن المحترفين سيلاحظون ذلك بكل تأكيد. قد يوجد في بعض العجلات تحيّز يمكن استغلاله بشكل كبير، في حين قد يكون التحيّز الموجود في عجلات أخرى أقل قابلية للاستغلال، لذا فإن العجلات لن تكون متطابقة أبداً. وجود كلمة مثل “توقيع العجلة” يشير إلى مدى شيوع ظاهرة كهذه. دعونا لا ننسى أنه يتعين على اللاعب المحترف مالحظة المزايا المعينة لعجلات الروليت.
الأسطورة: الروليت لعبة الشيطان
يعتقد بعض الأشخاص أن عجلة الروليت صممت بطريقة تجعل مجموع جميع الأرقام الموجودة عليها يساوي 666 لسبب ما. كما يتداول على نطاق واسع أن الرقم 666 هو رقم الوحش، ولذا فإن الروليت هي لعبة الشيطان. كانت هناك بعض الآراء التي تقول إن الروليت الأمريكية تحمل صفراً مزدوجاً بهدف تفادي مثل هذه النتيجة الإجمالية. ونظراً لعدم وجود دليل على إمام سبب كون مجموع الأرقام يساوي 666 أو كون الرقم 666 يعني رقم الشيطان، يمكننا تصنيف العبارة السابقة بأنها مجرد أسطورة.
الأسطورة: موزعو الأوراق غير قادرين على تحديد أقسام معينة من الأرقام الموجودة على العجلة
هذه المقولة أسطورة بالتأكيد، فبعض موزعي الأوراق في لعبة الروليت يدعون أنهم يفعلون ذلك بصورة يومية. دعونا نقول أنه لو أخذنا في الحسبان وجود تحيّز وعوامل أخرى تؤثر على لعبة الروليت في الاعتبار، فإن إمكانية تحديد قسم معين من الأرقام أبعد ما تكون عن الاستحالة. يتوقف الأمر برمته على توقيع موزع الأوراق. لكن ينبغي على اللاعبين المبتدئين عدم القلق من ذلك، لأن القدرة على تحديد قسم معين من الأرقام يتطلب مهارة لا تتوفر بكثرة، في حال وجود موزع يدعي أنه يستطيع فعل ذلك في كل مرة، فمن المرجح أنه يبالغ في الأمر.
الأسطورة: بإمكان اللاعب التغلب على الروليت باستخدام أنظمة تحديد الرهانات
هناك أشخاص يعتبرون أن هذا الأمر ليس مجرد أسطورة فحسب، بل هو مزحة، فقد مرت عدة عقود منذ أن فقدت الثقة في أنظمة المراهنات. علاوة على ذلك، تعتبر هذه الأنظمة الطريقة الأقل فعالية للعب الروليت، كانت تباع أنظمة المراهنات بأسعار معينة في السابق، لكن في الوقت الحالي، بإمكان المرء استخدامها مجاناً. أنشئت هذه الأنظمة فقط لغرض التعرض للخسارة بعد عدة جولات متتالية من الفوز، في حين أنه عند وقوع نتيجة كهذه فإن الخسارة تكون حادة وكبيرة. من المرجح أن الكثير من اللاعبين يجدون مثل هذه الأنظمة جذابة للغاية في بداية الأمر، فيحققون الفوز مرة واحدة تلو الأخرى، ثم يتعرضون لخسارة أكبر بكثير من الفوز في نهاية المطاف. عند محاولة فهم مدى قيمة أنظمة المراهنات، ينبغي على المرء إجراء قرعة بواسطة عملة معدنية.
الأسطورة: يمكن استخدام الجولة السابقة من حركة العجلة لتوقع نتيجة الجولة التالية
يميل الكثير من اللاعبين للاعتقاد بأن هذه المقولة هي أسطورة. في حال قيام المرء بجمع الأرقام الفائزة خلال الـ 1000 جولة السابقة، فمن المرجح أنه ستكون لديه فكرة عما إذا كان هناك تحيّز ما في رقم معين.
إضافة إلى ذلك، إذا كان اللاعب يستخدم أساليب الرصد البصري، فيمكن استخدام ما حدث خلال الجولات السابقة للتعرف على ما قد يحدث في المرة التالية. لكن الأرقام لا تكون مهمة عند الرصد البصري، بل الظروف المؤثرة على كرة الروليت. في حال ارتداد الكرة بصورة متكررة، فالسبب الوحيد لذلك هو الظروف الخارجية، وأيضاً لكون الارتداد قد حدث في الجولة السابقة من حركة العجلة.